img
يمثل التزامنا بتحديث الأسطول وتوسيع نطاق عملياته ركيزةً أساسيةً في استراتيجية نمو البحري. فخلال عام 2024م، أبرمت الشركة اتفاقيات لشراء 22 ناقلة، نجحنا في استلام 15 منها قبل نهاية العام الجاري، على أن يكتمل استلام الناقلات السبع المتبقية خلال النصف الأول من عام 2025م.

الأستاذ/ محمد بن عبدالعزيز السرحان

رئيس مجلس الإدارة

تعزيز نمو الاقتصادات وإضفاء القيمة

يشرّفني أن أشارك معكم مسيرة شركة البحري خلال عامٍ آخر لم تدّخر فيه جهداً لتعزيز مكانتها الريادية وتوسيع دورها المحوري ضمن منظومة سلاسل الإمداد العالمية، مواصلةً تأكيد موقعها كقوة دافعة ومحرك رئيسي لقطاع الشحن والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية. وخلال عام 2024م، واصلت البحري تعزيز الروابط الاقتصادية بين أسواق العالم من خلال خدماتها اللوجستية العالمية والمنتجات البترولية النظيفة، محققةً إنجازات استثنائية في حجم الشحنات المنقولة، إذ تجاوزت 750 مليون برميل من النفط الخام، و19 مليون طن من المواد الكيميائية، فيما بلغت شحنات الأسمدة مليوني طن، والحبوب مليون طن، إضافةً إلى مليون متر مكعب من البضائع العامة وشحنات الدحرجة، وذلك لتلبية احتياجات الأسواق العالمية بكفاءة واقتدار.

وتأتي هذه الإنجازات النوعية ثمرةً لالتزامنا الراسخ بأرفع معايير السلامة والتميز التشغيلي، مع الامتثال الكامل لضوابط الملاحة البحرية العالمية، لنشهد نتائج مشرفة، حيث حافظت الشركة على سجلها الخالي من الوفيات في صفوف طواقم البحارة، كما لم تتعرض أي من ناقلاتنا لأي عملية احتجاز في الموانئ بسبب أي قصور تشغيلي أو خلل في الأداء. ونجحت أساطيلنا في عبور المناطق البحرية التي تشهد توترات جيوسياسية متصاعدة، بكل كفاءة وأمان دون أي تعطيل أو توقف. كما حرصنا خلال عام 2024م على الالتزام التام باللوائح البيئية والبحرية، مما يؤكد التزامنا الراسخ بممارسات الأعمال المسؤولة والمستدامة.

وانطلاقاً من سعيها المستمر لتحقيق تطلعات رؤية السعودية 2030، تواصل البحري دورها البارز في قطاع الشحن والخدمات اللوجستية، حيث أسهمت في تسهيل حركة التجارة ودفع النمو الاقتصادي للمملكة من خلال الزيادة الملحوظة في حجم الشحنات التي شكلت المملكة بوابة رئيسية لها، سواء الصادرة أو الواردة. كما شهدت منظومتنا اللوجستية توسعاً استراتيجياً جاء نتيجة تعزيز أصولنا وتنمية قاعدة عملائنا، بالإضافة إلى جهودنا في تعزيز التنسيق وتحقيق التكامل بين عمليات الشحن، مما دفع بجهود توطين سلاسل الإمداد في المملكة إلى الأمام ورسّخ مكانة البحري كمحرك رئيس في مسيرة التحول الاقتصادي الشامل. وفي إطار تنويع محفظة أعمالنا، باشرنا تشغيل المحطات العائمة لتحلية مياه البحر المبنية على البارجات البحرية، مقدمين بذلك حلاً مبتكراً يلبي الاحتياجات المائية المتنامية للمملكة، ويعزز استدامة إيراداتنا وتنوعها.

ويمثل التزامنا بتحديث الأسطول وتوسيع نطاق عملياته ركيزةً أساسيةً في استراتيجية نمو البحري. فخلال عام 2024م، أبرمت الشركة اتفاقيات لشراء 22 ناقلة، نجحنا في استلام 15 منها قبل نهاية العام الجاري، على أن يكتمل استلام الناقلات السبع المتبقية خلال النصف الأول من عام 2025م. ويجسد هذا الاستثمار الاستراتيجي التزامنا بدعم رؤية 2030 في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي للشحن والخدمات اللوجستية، مع الحفاظ على موقعنا الريادي في طليعة هذا القطاع الحيوي.

أما على الصعيد المالي، فقد سجلنا نجاحاً غير مسبوق، يجسّد قوة أدائنا التشغيلي ونهجنا المدروس في تحقيق النمو. فقد بلغ صافي أرباح البحري 2.17 % مليار في عام 2024م، بفضل نمو الإيرادات التي بلغت 9.48 % مليار، وهي الأعلى على الإطلاق في تاريخ الشركة. علاوةً على ذلك، واصلنا التزامنا بتقديم قيمة مستدامة لمساهمينا، فقد قرر مجلس الإدارة في اجتماعه بشهر مارس من عام 2025م صرف توزيعات أرباح نقدية على المساهمين عن العام المالي 2024م تبلغ 738.3% مليون، بالإضافة إلى منح سهم واحد لكل أربعة أسهم مملوكة، ليتم عرض هذا المقترح على الجمعية العامة للمساهمين للموافقة عليه.

وبينما نخطو بثقة نحو عام 2025م، نواصل التزامنا برسالتنا المتمثلة في تعزيز الازدهار الاقتصادي محلياً وعالمياً، إلى جانب تحقيق قيمة مستدامة لمساهمينا. وسنواصل تعزيز حضورنا وتوسيع نطاق أعمالنا ومكانتنا الرائدة في السوق، وتحسين أدائنا التشغيلي وكفاءة عملياتنا، فضلاً عن التعامل مع التحديات برؤية مستقبلية طموحة ومرونة عالية.

وفي الختام، وبالأصالة عن نفسي ونيابةً عن مجلس الإدارة، أود أن أعبر عن خالص تقديري وامتناني لمساهمينا الكرام على ثقتهم الغالية ودعمهم المستمر، كما أتوجه بأسمى آيات الشكر والامتنان لحكومة خادم الحرمين الشريفين على جهودها الرائدة وتوجيهاتها المهمة في دعم قطاع الشحن والخدمات اللوجستية، والتزامها الدائم بتحقيق التحول الاقتصادي في وطننا المعطاء.

img
شكّل العام 2024م نقطة تحول فارقة في مسيرة نمو وتطور البحري، حيث رسّخنا مكانتنا الرائدة عالمياً في قطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية عبر التوسّع والنمو الاستراتيجي، وتنويع أنشطتنا، والارتقاء بمستوى أدائنا التشغيلي، إلى جانب تحقيقنا نتائج مالية قوية.

المهندس/ أحمد بن علي السبيعي

الرئيس التنفيذي

عامٌ من التميز والتحول الاستراتيجي

أداء مالي غير مسبوق

سجّلنا في عام 2024م أعلى صافي ربح في تاريخنا الممتد على مدى 46 عاماً، حيث وصل إلى 2.17 % مليار، محققاً زيادة سنوية قدرها 34%، مما يعكس قوة محفظتنا المتنوعة ونجاح مبادراتنا الاستراتيجية. واستفدنا من الطلب المتزايد في الأسواق المختلفة، ووسَّعنا قنوات مبيعاتنا لجعل خدماتنا في متناول عدد أكبر من العملاء، وتفوّقنا في أدائنا على المؤشرات المرجعية للسوق، مما أثمر عن تحقيق إيرادات قياسية بلغت 9.48 % مليار. ويعود الفضل في هذا النجاح إلى الثقة المتجذرة التي نتمتع بها لدى عملائنا، إلى جانب تفاني موظفينا والتزامهم بالتميز في تقديم الخدمات.

لم يكن هذا الإنجاز المالي ليتحقق دون الإدارة الحكيمة والفعالة للتكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية، حيث ارتفع هامش صافي الربح إلى 23% في عام 2024م مقارنة بنسبة 18% في عام 2023م. وقد مكَّنتنا هذه النتائج المالية القوية من مواصلة الاستثمار في استراتيجية النمو مع الحفاظ على قوة مركزنا المالي. إلى جانب ذلك، حصلنا على تمويل بقيمة 2.84 % مليار لدعم خطط تحديث أسطولنا وتوسيعه، بالإضافة إلى ترتيب تسهيلات ائتمانية دوارة بقيمة 3 % مليارات بعد نهاية عام 2024م لتعزيز رأس المال العامل ودعم النفقات الرأسمالية، مما يعزز قدرتنا على اغتنام فرص النمو المستقبلية بكفاءة وفاعلية.

توسعة الأسطول وتحديثه

شهد عام 2024م اتخاذنا خطوات مهمة لتوسعة أسطولنا وتحديثه، حيث استحوذنا على 15 ناقلة حديثة مستعملة، تم توظيف وتشغيل 11 منها قبل نهاية العام. علاوةً على ذلك، تخالصنا من ست ناقلات قديمة. وقد أسهمت هذه الخطوات في زيادة عدد الناقلات المملوكة للبحري إلى 93 ناقلة بنهاية عام 2024م، مقارنة بـ 88 ناقلة بنهاية عام 2023م.

هذا وقد عزّزنا أسطولنا بزيادة عدد الناقلات المستأجرة بعقود طويلة الأجل من 10 سفن بداية عام 2024م إلى 16 ناقلة بنهايته. كما واصلنا هذا الزخم بإبرام اتفاقيات لشراء سبع ناقلات إضافية خلال العام، وسيتم استلامها خلال النصف الأول من عام 2025م. ساهم هذا التوسع الاستراتيجي في تلبية الطلب المتزايد من قبل عملائنا، وتعزيز قدرتنا وكفاءتنا التشغيلية، إلى جانب توسيع نطاق خدماتنا وحضورنا في السوق، وتحسين الأداء البيئي لأسطولنا. ولم يقتصر التزامنا بتحديث الأسطول على الجوانب التشغيلية فحسب، بل شمل أيضاً الاستدامة، حيث واصلنا الاستثمار في التقنيات الصديقة للبيئة، مع الحفاظ على التزامنا بالمعايير واللوائح البحرية العالمية المتجددة.

وبالتوازي مع توسعة الأسطول، عزّزنا قدراتنا الداخلية في إدارة السفن لضمان أعلى معايير السلامة والموثوقية والأداء في جميع عملياتنا، مما يمكننا من مواصلة التوسع المستمر لأسطولنا بسلاسة وكفاءة عاليتين.

تميزٌ تشغيلي وتحولٌ رقمي

على مدار عام 2024م، حافظنا على التزامنا الراسخ بالتميّز التشغيلي، إذ وضعنا السلامة في صدارة أولوياتنا، مما مكّننا من تحقيق سجل خالٍ من الوفيات أو الحوادث خلال رحلاتنا البحرية، على الرغم من التوترات الجيوسياسية المتزايدة التي تشهدها المنطقة. كما تفوق أداؤنا في عمليات التفتيش بالموانئ العالمية بشكل كبير على متوسطات القطاع، وهو ما يؤكد سعينا الدائم للالتزام بأعلى معايير التشغيل.

ولم تقتصر إنجازاتنا على ذلك فحسب، فقد شهدت استثماراتنا في التحول الرقمي تقدماً ملحوظاً، مما مكننا من تحسين إدارة الأسطول، وتبسيط العمليات اللوجستية، ورفع الكفاءة عبر الأتمتة والتحليلات القائمة على الذكاء الاصطناعي. وباستخدام أدوات رقمية متقدمة وتحليلات بيانات فورية، عززنا قدرتنا على اتخاذ القرارات بسرعة ومرونة، مما رسّخ موقعنا التنافسي في صناعةٍ تتجه بقوة نحو اعتماد التقنية.

آفاق جديدة للنمو والتوسع خارج قطاع النقل البحري

في إطار استراتيجيتنا لتنويع أعمالنا وتنميتها، حققنا إنجازات استراتيجية هامة، كان أبرزها تشغيل المحطات العائمة لتحلية مياه البحر، والتي تمثل حلاً مبتكراً ومستداماً لتلبية الاحتياجات المائية المتزايدة في المملكة. وتأتي هذه الخطوة كجزء من جهودنا المستمرة لتوفير مصدر إيرادات ثابت وطويل الأجل للشركة، مما يعزز مكانتها في السوق ويعكس التزامها بالاستدامة والابتكار.

إضافةً إلى ذلك، عززنا دورنا في دعم الأمن الغذائي وتوطين سلاسل الإمداد في المملكة من خلال تدشين محطة ينبع لمناولة الحبوب بالشراكة مع “سالك”.

في الوقت نفسه، أحرزنا تقدماً كبيراً في تطوير أعمالنا اللوجستية، حيث نجح قطاع الخدمات اللوجستية في تحقيق استقرار تشغيلي وترسيخ حضوره القوي في السوق. كما بدأنا تشغيل أول منشأة في المنطقة الجمركية بمطار الملك فهد الدولي في الدمام، فيما يجري العمل على افتتاح منشأة أكبر في ميناء جدة الإسلامي بحلول عام 2025م.

تتوافق هذه التطورات مع استراتيجيتنا الأشمل التي تهدف إلى تعزيز الترابط بين أعمالنا وأنشطتنا المختلفة، وتوفير مصادر جديدة للإيرادات خارج نطاق العمليات الرئيسية للنقل البحري.

مستقبل مزدهر يجمع بين النمو المستدام وتعظيم القيمة

أرست الإنجازات التي حققتها البحري في عام 2024م الأساس لنمو قوي ومستدام في عام 2025م والأعوام اللاحقة، كما عزّزت قدرتنا على تقديم قيمة مضافة لمساهمينا، مما يمهد الطريق لمستقبل مشرق ومليء بالفرص الواعدة. ونتوقع أن يرتكز هذا النمو على التوسع المتوازن والمستمر لأسطولنا، مدعوماً بالطلب الكبير غير المستغل في الأسواق التي نعمل فيها، إلى جانب تعزيز حضورنا في القطاعات غير المرتبطة بالنقل البحري.

وفي الوقت نفسه، نؤكد التزامنا بتعزيز المرونة أثناء تنفيذ استراتيجية النمو، إذ نواصل التعامل بشكل استباقي مع التحديات المحتملة، بما في ذلك تقلبات الأسواق، والتغيرات الاقتصادية العالمية، والتوترات الجيوسياسية، والطبيعة الدورية لصناعتنا. وسنتبنى نهجاً استثمارياً يجمع بين اغتنام الفرص والتخطيط الاستراتيجي، مع عملنا على تحسين هيكلة التمويل للحفاظ على قوة مركزنا المالي.

يبقى هدفنا ثابتاً وهو تقديم قيمة مستدامة لمساهمينا، ودعم تحول قطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية في المملكة تماشياً مع رؤية السعودية 2030، وتعزيزاً لدورنا المحوري بوصفنا قوة دافعة ومحركاً أساسياً في سلاسل الإمداد العالمية.

لم يكن لهذه النجاحات أن ترى النور لولا تفاني وكفاءة وخبرة كوادرنا المعطاءة في البر والبحر، إلى جانب الدور القيادي الذي يضطلع به زملائي في فريق الإدارة التنفيذية. كما أعرب عن تقديري وشكري العميق للأخوة أعضاء مجلس الإدارة الموقرين على حكمتهم وتوجيهاتهم ورؤيتهم الثاقبة.

وفي الختام، لا يسعني إلا أن أعبر عن امتناني العميق لعملائنا الكرام، فثقتهم وشراكتهم كانت المحرك الأساسي لنجاحنا، وستظل عاملاً رئيسياً في رسم ملامح مستقبلنا.

وبعد أن أرسينا لأعمالنا دعائم متينة في عام استثنائي تكللت فيه جهودنا بالنجاح والإنجازات غير المسبوقة، فإننا نستقبل عام 2025م بثقة وعزيمة، مستعدين لاغتنام الفرص الجديدة وتحقيق قيمة أكبر لجميع الأطراف ذات العلاقة بمشيئة الله.

Read more